دليل الصحفيين والمؤسسات الإعلامية للتعامل مع التطبيع الإعلامي

تعريف التطبيع الإعلامي

أشكــــــال التطبيـــع الإعلامي

التطبيع في الإعلام الرقمي والاجتماعي

التطبيع الإعلامي المقصود وغير المقصود

التطبيع في المصطلحات الإعلامية

أهداف «مخاطــــر» التطبيع الإعلامــي

أســاليــب الخطــاب الإعلامي التطبيعي

كيف نتعامل مع إعلام الاحتلال؟

التطبيع الإعلامي انتهاك لحرية الرأي والتعبير

التحقق والتثبت من الأخبار التي مصدرها الاحتلال

كيف نتعامل مع التطبيع الإعلامي والمطبّعين؟

التطبيع في اللغة مصدرُ طبَّعَ، ومن مرادفاتها روّضَ وأخضعَ، سياسيا  يشير إلى قَبول دولة الاحتلال الإسرائيلي كدولةٍ طبيعيةٍ في المنطقة العربية، والاعتراف بشرعية وجودها، والتعايش السلمي معها.

التطبيع الإعلامي: هو أيُّ اتصالٍ أو تعامل على مستوى إعلامي عربيٍّ، مادي أو معنوي، فردي أو جماعي، شخصي أو مؤسساتي أو مع دولة الاحتلال أو أحد ممثّليها الشعبيين أو الرسميين.

وهو استراتيجية “إسرائيلية” لنقل رواية الاحتلال من خلال المنصات الإعلامية العربية والناطقة بالعربية، لتلميع صورة الاحتلال في وعي الشعوب العربية وإضعاف الرواية الفلسطينية، لإضفاء الشرعية على وجوده، وعزل القضية الفلسطينية عن كونها قضية العرب والمسلمين كافة، وكسر الحاجز الذي يمنع شعوب الأمتين العربية والإسلامية من قبول دولة الاحتلال كأمر واقع.

تُمثِّل الصحافة والإعلام حجر الأساس في التأثير على وعي وثقافة الشعوب، ومع تقدّم وسائل الاتصال أصبح الوصول إلى الجمهور ممكناً من خلال عدة وسائل.

تُخصِّصُ دولة الاحتلال وحداتٍ إعلاميةً وإلكترونيةً منظّمةً متخصصةً في الدبلوماسية الرقمية.

ومخاطبة غير “الإسرائيليين” بالوسائل الاتصالية الرقمية، هدفها نشر المضامين التطبيعيّة عبر وسائل الإعلام المختلفة.

ويمكن تقسيم أشكال التطبيع الإعلامي حسب الوسيلة الاتصالية إلى تقليدي ورقمي حديث كما يلي:

  • استضافة ناطقين رسميين وقيادات للاحتلال، أو متحدثين إسرائيليين معبرين عن روايته على القنوات والإذاعات وفي الصحف العربية والفلسطينية بغضّ النظر عن السياق.
  • اعتماد ونقل الرواية الإسرائيلية للأحداث دون التحقق منها، ودون إجراء التحرير والتعديل اللازمين.
  • تعاون وسائل الإعلام والصحفيين مع وسائل إعلام “إسرائيلية” بصورة مباشرة؛ لتبادل برامج وخدمات إعلامية.
  • نشر إعلانات “إسرائيلية” في وسائل إعلام عربية أو نشر إعلانات عربية في وسائل إعلام “إسرائيلية”.
  • زيارة الوفود الصحفية والإعلامية لمؤسسات الاحتلال ومرافقه ومنشآته وممثليه؛ بهدفٍ ترويجيٍّ مما يندرج ضمن “الدبلوماسية الشعبية”.
  • تمكين رموز التطبيع من البروز عبر وسائل إعلام فلسطينية وعربية.
  • نشر مقالات وكتابات لكتّاب ومسؤولين “إسرائيليين”، وناطقين باسم الاحتلال في صحف عربية.
  • المشاركة في فعاليات (تدريبات، مؤتمرات، ورش عمل) صحفية بالشراكة مع “إسرائيليين”.
  • المتابعة والإعجاب بالمنصات الإعلامية “الإسرائيلية” على وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة مضامينها واعتمادها كمصدر للمعلومات سواء كانت هذه المنصات تتبع لمؤسسات أو لأفراد.
  • التفاعل والتعليق على منشورات الصفحات “الإسرائيلية” على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الناطقين الإعلاميين لدولة الاحتلال، لأن أي تفاعل وإنْ كان سلبياً يعني وصوله لجمهور أكبر.
  • التواصل مع “الإسرائيليين” وقادة الاحتلال والناطقين الرسميين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بهدف الحصول على روايتهم وعرض آرائهم.
  • تداول إنتاجات إعلامية ووصلات دعائية “إسرائيلية” بهدف نقل رواية الاحتلال إلى الجمهور.
  • المشاركة في المنتديات الإعلامية والمجموعات الصحفية على مواقع التواصل الاجتماعي التي تضم “إسرائيليين”.
  • نقل أي مادة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الصحفية؛ تتضمن الرواية “الإسرائيلية” كما هي دون التغيير اللازم في المصطلحات والمضمون.
  • التطبيع الإعلامي المقصود: هو الذي تهدف فيه وسيلة الإعلام العربية إلى التعامل والتواصل مع مستويات مختلفة في دولة الاحتلال “الإسرائيلي”، من أجل الاستماع ونشر روايتها وآرائها حول قضايا معينة.
  • التطبيع الإعلامي غير المقصود: هو النشر والترويج لرواية الاحتلال “الإسرائيلي” ووجهة نظره،من خلال عدة ممارسات لا يقصد القائم بالعملية الاتصالية أن تؤدي إلى هذه النتيجة، أو لا يعلم بأنها ستؤدي إلى هذه النتيجة. ومن أمثلة ذلك:
  • أن يكون السياق الذي تُقدَّمُ فيه الأخبار والموضوعات ذا طابع تجميلي للاحتلال، أو يخفف من جرائمه وانتهاكاته.
  • تقديم المواد الخبرية بصفة تؤدي إلى تجميل الاحتلال أو تخفيف جرائمه وانتهاكاته، مثلاً بأن تكون الأخبار مجتزأة، أو باستخدام صيغة المبني للمجهول، أو تغييب الفاعل في العناوين وصدارة الأخبار بما يحجب هوية المحتل الذي اقترف الجريمة أو الاعتداء.
  • التفاعل مع مسؤولي الاحتلال على مواقع التواصل الاجتماعي.
  • التغرير بالصحفي بأنه سيظهر على قناة عربية، ثم يكتشف أنه على قناة “إسرائيلية”.
  • الظهور على قناة بلغة غير عربية تتبع الاحتلال دون أن يدرك المتحدث حقيقة هويتها.

يصل التطبيع الإعلامي إلى حدّ تشويه المصطلحات والتعابير، حيث يتم الاعتماد على المصطلحات التي يستخدمها إعلام دولة الاحتلال، ويتم تداولها على أنها مصطلحات عربية وأصيلة، وهي في الغالب تشوِّه حقيقة الصراع العربي “الإسرائيلي”، وتحمل معانٍ مخالفةً لما يعتقده الجمهور العربي، وتبدأ وسائل الإعلام العربية باستخدامها ونشرها دون الانتباه لذلك.

ومن الأمثلة على هذه المصطلحات:

حائط المبكى، أرض الميعاد، يهودا والسامرة، جبل الهيكل، الحوض المقدس، القدس الكبرى، جيش الدفاع “الإسرائيلي”، عرب “إسرائيل” وغيرها.

  1. أن تصبح قضية فلسطين قضية الفلسطينيين وحدهم، وعزلها عن بعدها العربي والإسلامي.
  2. تقبُّلُ فكرة “إسرائيل” كدولة طبيعة، وليست احتلالاً في وعي وثقافة المجتمعات العربية وعقلها الباطن.
  3. خلق حالة من الانبهار والتعظيم لدولة الاحتلال؛ لتعزيز الشعور باليأس والتثبيط من فكرة مواجهة الاحتلال والتطبيع، ومن مساندة قضية فلسطين.
  4. تهيئة الجمهور العربي لتقبل أية ممارسات تطبيعية مُقبلة، وتقليل حدة مواجهتها.
  5. محاولة إكساب الشرعية للاحتلال، وتعزيزها بالقبول الشعبي في المنطقة.
  6. تشويه الجهات الرافضة للتطبيع، والتشكيك بخلفياتها ودوافعها وتحسين صورة الداعمين للتطبيع.
  7. خدمة مسارات التطبيع المتعددة، بما فيها الترويج لاقتصاد الاحتلال وصناعاته ومنتجاته والإقبال السياحي عليه، وتقديمه ضمن وجوه ثقافية وفنية ورياضية ونحوها.
  8. استغلال الاحتلال “الإسرائيلي” للإعلام العربي لنقل روايته، وتشجيع باقي وسائل الإعلام على التطبيع.
  9. المساهمة في نجاح استراتيجية التطبيع “الإسرائيلي” مع شعوب المنطقة.
  10. كسر الحواجز النفسية والإجماع الشعبي حول رفض التطبيع مع الاحتلال. نتانياهو قال: ” العقبة ليست التطبيع السياسي مع الأنظمة، وإنما التطبيع مع الشعوب العربية”.
  11. تعميق الخطاب الطائفي وصراع الأقليات في خطاب الاحتلال الإعلامي الموجّه لشعوب المنطقة.
  • استفزاز الجمهور: لتحقيق التفاعل مع القضية، وإثارة غضبه وردود أفعاله.
  • الخطاب الناعم: الذي يكتسب مفعوله من امتصاص الغضب وردود الفعل الجارفة.
  • التدرج: التدرج في الخطاب والاستمرارية، وطرح مواضيع ليست خلافية لبناء ثقة الجمهور.
  • التضليل: من خلال الدعاية الرمادية؛ بتسميم المعلومات الصحيحة بأخرى “إسرائيلية” مُضللة يصعب على الجمهور كشفها.
  • الاختزال: اختزال قضية فلسطين في أحداث معينة، أو جهات أو أحزاب معينة.
  • التشكيك: حيث يقوم الاحتلال بالتشكيك في مقاومة الشعب الفلسطيني، وانتفاضاته وتشويهها ودوافعها.
  • التمهيد: حملات إعلامية وتسريبات تقلل من خطورة التطبيع والتعامل مع الاحتلال، بما يكبح ردود الفعل المتوقعة التي قد تستنفرها مساعي التطبيع.
  • الهجوم بتقديم الذرائع: بأن الأطراف الفلسطينية والعربية هي من تتحمل المسؤولية، وأنها بدأت الأحداث، وأنها تعاني من نقاط ضعف كثيرة يتم التركيز عليها.
  • التكرار: الاستمرار في تكرار رواية الاحتلال مما يساعد على تقبُّلِها.
  • عدم نقل الأخبار الصادرة من الصحف والقنوات “الإسرائيلية” من غير تفنيدها وإعادة صياغتها بما يتلاءمُ مع الجمهور العربي.
  • عدم السماح بدخول الصحافة “الإسرائيلية” إلى الأراضي الفلسطينية والدول العربية، أو اعطائها تصاريح للتغطيات.
  • مقاطعة حسابات الاحتلال على مواقع التواصل بإلغاء الإعجاب والمتابعة، وكافة أشكال التداول لموادّه الإعلامية.
  • عدم الظهور على أيٍّ من المنصات الإعلامية التابعة للاحتلال أو المرتبطة به.
  • إنشاء منصات رقمية متعددة وبلغات مختلفة، لكشف الدعاية والتلاعب الإعلامي الذي يمارسه الاحتلال عبر الإعلام.
  • حسب تعريف الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو لحرية الرأي والتعبير؛ فإنّ الخطاب “الإسرائيلي” والتطبيع الإعلامي ينتهك المواثيق الدولية ويخالفها. فمن المقتضيات المبدئية والأخلاقية لحرية الرأي والتعبير عدم الإساءة للآخرين، أو بث خطاب العنصرية والطائفية أو التحريض على القتل والحرب والفصل العنصري. إضافة إلى احترام حقوق الآخرين والآداب العامة، وهو ما ينتهكه كلٌّ من خطاب الاحتلال “الإسرائيلي”، والخطاب التطبيعي تجاه الشعوب العربية.
  • تبرير ممارسة الإرهاب، وعمليات القتل والترويع، وانتهاك القوانين الدولية؛ لا يمكن أن تكون ضمن حرية الرأي والتعبير، أو قواعد الموضوعية والمهنية. فالطابع العنصري والعدواني للاحتلال العسكري “الإسرائيلي”، بكل ممارساته التوسعية وانتهاكاته المنهجية للمواثيق والشرائع، وما تشتمل عليه دعايته من إنكار حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه؛ فإنّ المسؤولية المبدئية والأخلاقية تفرض مقاطعة هذا الاحتلال إعلامياً، وعدم تمكينه من الترويج لدعايته وتبرير إرهابه وعدوانه وانتهاكاته.
  • تحتم الأخلاق المهنية الصحفية والإعلامية الالتزام بمبدأ المسؤولية الاجتماعية تجاه الجمهور الذي يخاطبه الإعلام، بما يضمن المصلحة للمجتمع وثقافته ووعيه وآدابه وجوّه العام، وهذا ما ينتهكه تقديم الخطاب “الإسرائيلي” في الإعلام.
  • عدم أخذ الأخبار العاجلة المتعلقة بأحداث فلسطينية داخلية إلا من مصادر فلسطينية موثوقة.
  • عدم الميل للرواية “الإسرائيلية” دون موضوعية، وخاصة في تقارير الاحتلال التي تهوّل قدرات المقاومة.
  • إعادة تحرير المعلومات والصياغات حسب قواعد العمل الصحفي، بالاعتماد على رواية موثوقة ومصدر صحفي فلسطيني.
  • إذا كان الحدث داخل دولة الاحتلال، فلا تعتمد على مصدر إخباري “إسرائيلي” ضعيف، ويمكن انتظار نشر وسائل إعلامية كبيرة ومعتمدة، مع محاولة الوصول إلى مصدر من فلسطينيي الداخل المحتل.
  • التأكد من الصور والفيديو وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال أدوات البحث عن الصورة، وخيارات التحقق والتثبت المعتمدة في مثل هذه المواد.
  • الرجوع إلى مصدر موثوق يعرف اللغة العبرية، وعلى دراية بما يتم تداوله إسرائيلياً باللغة العبرية، مع ملاحظة أنّ بعض الإشاعات ينشرها الاحتلال فقط بالعربية.
  • التوقف الفوري عن استضافة الشخصيات “الإسرائيلية” والتعاطي معها في الإعلام العربي.
  • التشهير بالمطبّعين، سياسيين ومثقفين وإعلاميين وشخصيات عامة وناشطين، ونبذ التطبيع والتبرّؤ منه.
  • زيادة وتنمية المحتوى الإعلامي الشبكي العربي الذي يخدم فكرة الوعي بالاحتلال، والوعي بالحقوق العربية ومقاومة التطبيع.
  • مطالبة الجهات الرسمية والقانونية والنقابات الصحفية بإصدار تعليمات وقوانين تمنع التعاطي مع شخصيات الاحتلال، وتحدد النقل عنهم، علاوة على مواثيق الشرف ذات الصلة.
  • عدم حضور أية فعالية أو نشاط إعلامي بالشراكة مع الاحتلال “الإسرائيلي” ومؤسساته الإعلامية.
  • التركيز على أن فلسطين قضية العرب والمسلمين، وليست للفلسطينيين وحدهم.
  • مقاطعة المطبعين وأخبار التطبيع في التغطيات الصحافية والإعلامية، بالنظر إلى التجاوزات المتعلقة بتوجهاتهم التطبيعية أو سلوكياتهم ذات الصلة.