دليل السياسات الإعلامية العامة للقضية الفلسطينية

سياسات إعلامية عامة للقضية الفلسطينية

السياسات الإعلامية المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي

السياسيات الإعلامية للخطاب العالمي للقضية الفلسطينية (1)

السياسيات الإعلامية للخطاب العالمي للقضية الفلسطينية (2)

سياسات دعم فلسطين في الإعلام الرقمي

سياسات المحتوى والشكل الإعلامي

سياساتُ عالمية الخطاب الإعلامي خلال الحروب والانتفاضات

إضاءة

يقترح هذا الدليل مجموعة من المحددات للخطاب الإعلامي المتعلق بالقضية الفلسطينية ولتعامل الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية معها كما يلي:

  1. تقديم القضية الفلسطينية والصراع العربي-الإسرائيلي بصفته الواقعية بأنه قضية صراع وجود لشعب يرزح تحت الاحتلال المتواصل، وعانى من النكبة والتهجير على مدى عقود من الزمن، ويناضل من أجل تقرير مصيره وحريته واستقلاله وعودة لاجئيه، كما يطالب بتطبيق مبادئ الكرامة والعدالة الإنسانية. إنه بالتالي ليس صراعاً بين أطراف متكافئة أو اختلاف بين وجهات نظر مطروحة للنقاش؛ بل إنه حالة عدوانية وتوسعية لا يمكن تسويغها أو التعايش معها كأمر واقع.
  2. تعريف “إسرائيل” بأنها كيان غير شرعي في المنطقة ونزع صفة المدنية والديمقراطية عنها، وتسمى بـ “الاحتلال الإسرائيلي” أو “الاحتلال الصهيوني” أو “كيان الاحتلال” أو “دولة الأبارتايد” أو “الدولة العنصرية”، أو ما إلى ذلك، وهذا استناداً إلى منشأ القضية وحقائق التاريخ، ومبادئ القانون الدولي الذي لم تلتزم به دولة الاحتلال، والعودة إلى طبيعة نشأة دولة الاحتلال القائمة على العنصرية والعرقية، والأساطير التاريخية ودعاية التضليل المشبعة بالأساطير.
  3. تخصيص مساحات إعلامية شبه دائمة للقضية الفلسطينية وتطوراتها ومستجداتها على كافة الصعد في المؤسسات الإعلامية والصحفية المختلفة، من خلال دوراتها البرامجية وإنتاجاتها المتعددة، مع تطوير التوجّه إلى المجتمعات الإنسانية جميعاً على تنوّع ثقافاتها ولغاتها.
  4. استخدام المصطلحات والمفردات والتعبيرات التي تخدم القضية الفلسطينية وملفاتها وتفاصيلها وتطوراتها وما يتّصل بها، وتجنب المصطلحات التي تروِّجها دعاية الاحتلال، مثل: “الجدار الأمني” بدلاً من جدار الفصل العنصري أو جدار التوسع الاحتلالي، “الاعتداءات التخريبيبة أو الهجمات الإرهابية” بدلاً من عمليات المقاومة، “عرب إسرائيل” بدلاً من فلسطينيي 48 أو الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 وغيرها.
  5. الحدود الجغرافية لفلسطين هي الحدود التاريخية المعرّفة تحت الانتداب البريطاني (فلسطين التاريخية) ومساحتها 27 ألف كيلومتر مربع.
  6. التركيز على أحقية الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال، مع أهمية التفريق بين المقاومة و”الإرهاب” كمصطلح مُسيء ومضلل. بالإضافة إلى الاهتمام بالقضايا والموضوعات التي تحقق مصالح الشعب الفلسطيني، كـَحقّه في المقاومة، والعودة، وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وحرية العبادة في مقدساته الإسلامية والمسيحية، وحرية التعبير، والمشاركة السياسية، والحق في تشكيل التجمعات السياسية والمجتمعية، وحرية الأسرى، وحرية العمل الصحفي، والحق في التنقل والسفر والتعلم والعمل…الخ، حسب ما نصت عليه المواثيق والأعراف الدولية.
  7. على المؤسسات والمعاهد والأكاديميات الإعلامية العناية بتدريب وتطوير الأداء المهني للكوادر الإعلامية وتأهيلها المستمر، وتنمية قدراتها ومهاراتها لتعزيز دورها ومساعدتها في القيام بمسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية.
  8. تجنيب القضية الفلسطينية آثار النزاعات والخلافات السياسية والأيديولوجية والطائفية والإثنية في المنطقة، وتعزيز مكانتها كقضية عربية، إسلامية، إنسانية، عادلة، جامعة للجهود كافة، وتحاشي أي من صور توظيفها أو أشكال استغلالها في الاستقطابات والمنازعات السياسية.
  9. التركيز على مسؤولية المجتمع الدولي في رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني بصفته أحد ضحايا الانحياز السياسي، وغياب العدالة الدولية، مع الأخذ بعين الاعتبار المسؤولية الدولية في إنصاف العدالة، وإنهاء الاحتلال وصيانة حقوق الشعوب غير القابلة للتصرف.
  10. أنسنة الرسالة الإعلامية لفلسطين ورواية القصة الإنسانية، بحيث لا تهتم التغطية فقط بالعنصر الخبري الذي يحول القضية الفلسطينية لمجرد خبر لجريمة إسرائيلة، وإنما أيضا يعكس صورة الإنسان الفلسطيني ومعاناته وانتهاك حقوقه وكرامته الإنسانية، وإنتاج القصص الصحفية التي تدعم ذلك. كقصص (اعتقال الأطفال، قصف المدنيين العزل، الاعتداء على كبار السن، اعتقال النساء والأمهات مع أطفالهن الرضع، حرق المنازل والأشجار، حالات الفقر بسبب الاحتلال، معاناة الفلسطينيين على الحواجز… وغيرها).
  11. تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية والاصطفاف الداخلي في وجه الاحتلال والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يبث الفرقة والتشرذم وتعميق الانقسام، سواء باللعب على الأوتار الحزبية والفئوية أو الطائفية والدينية، بالإضافة إلى تغطية ومعالجة الخلافات السياسية العزامة بموضوعية وإفساح المجال للنقد البنّاء والموضوعي، دون الانكفاء عن تغطية الشأن الفلسطيني والوطني العام
  12. تُملي المسؤولية الإعلامية تجاه القضية الفلسطينية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي كشف انتهاكات الاحتلال وجرائمه بحق الإنسان الفلسطيني وقضيته، مع الحرص على استقصاء الحقائق بعناية، والتثبّت من الوقائع والتفاصيل.
  13. تحلِّي الصحفيين والمؤسسات الإعلامية بالحس النقدي وروح التمحيص والتدقيق خلال متابعة ما ينشر حول القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام العربية والعالمية، ومعالجة المضامين الخاطئة أو المضللة أو غير الدقيقة والردّ المهني على ما يقتضيه الموقف منها.

إنطلاقاً من مبدأ رفض الاحتلال، ورفض الاعتراف بشرعيته وآثاره السياسية والقانونية، وفي سياق الاهتمام بدعم القضية الفلسطينية، نقترح السياسات الإعلامية التالية للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي إعلاميا:

  • الاحتلال الإسرائيلي رسمياً لم يرسم له حدوداً سيادية ولم يقر له دستوراً يكبح من أطماعه التوسعية، ولكن عند الحاجة لذكر الجغرافيا أو حدود الأمر الواقع له، ينصح باستخدام مصطلح (فلسطين المحتلة عام 1948، أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948).
  • إبراز جرائم الاحتلال، وانتهاك مؤسساته ومجموعات المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين، بقدر يُبيّن إجرام الاحتلال ويراعي حساسية الجمهور المخاطب. ومنها: العقوبات الجماعية، القصف العشوائي، الحصار الخانق، القتل العمد، الاعتقال التعسفي، الاعتداء على الأطفال والنساء والشيوخ، التعذيب، التسبب بالإعاقات الدائمة، التنكيل بالمواطنين وانتهاك كرامة الإنسان، انتهاك حرمة المقدسات (إسلامية ومسيحية)، حصار المدن، اغتصاب الأراضي، مصادرة الأراضي، هدم البيوت، حرق المزروعات، وانتهاكات حقوق الإنسان كافة، وغير ذلك.
  • نزع صبغة المدنية عن المستوطنين والتوضيح بأنهم مدججون بالسلاح، ويخدمون في جيش الاحتلال، ويقيمون في بؤر استيطانية في مناطق فلسطينية خالصة ووسط السكان الفلسطينيين.
  • عدم استضافة أي شخصيات رسمية وغير رسمية من مجتمع الاحتلال أو شخصيات صهيونية ومسؤولين ومتحدثين يحملون جنسية دولة الاحتلال ومؤيدين لها، وتجنب النقل المباشر للمؤتمرات الصحفية لقادة الاحتلال، والاكتفاء بمعالجتها في نشرات الأخبار والبرامج الإخبارية حسب السياسات المعتمدة.
  • إيلاء عناية خاصة بالمضامين والمصطلحات والتعبيرات لدى الاستناد إلى أخبار وتقارير منشورة في صحافة الاحتلال، أو مبثوثة عبر وسائل إعلامه، مع أهمية معالجتها وتحريرها لتحاشي التأثيرات الدعائية والانحيازية لها، بما ينسجم مع المعايير المهنية، ويشمل ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، وضع توضيحات للمصطلحات بين أقواس ضمن الجمل المقتبسة.
  • رفض التطبيع الإعلامي مع الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته ونشاطاته ومسؤوليه ومتحدثيه، أو استغلال الإعلام للترويج لأي نوع من أنواع التطبيع (سياسي، اقتصادي، أمني، ثقافي…الخ)، ولتفاصيل أكثر بشأن التطبيع الإعلامي يرجى مراجعة “دليل التطبيع الإعلامي” الذي صدر أيضا عن منتدى فلسطين للإعلام والاتصال ومركز رؤية للتنمية السياسية.
  • تغطية حملات المقاطعة العالمية لدولة الاحتلال، وتوضيح طبيعة هذه الحملات وآليات المشاركة فيها والنتائج التي حققتها.

مع الأخذ بعين الاعتبار عموم ما سبق، فإن تعزيز حضور القضية الفلسطينية في التغطيات والمواد الإعلامية في المستويات العالمية أو ضمن أقاليم معينة من العالم؛ يقتضي بصفة خاصة العناية بجملة من السياسات والمعايير الإعلامية، على النحو التالي:

  • العناية بتطوير مواد إعلامية ملائمة للبيئات والأوساط عبر العالم وتداولها بشتى الصيغ والقوالب الإنتاجية والفنية المتاحة كالصورة، والرسم، والكاريكاتير، والموسيقى والأغنية الفلسطينية …الخ، والإنتاجات الإعلامية العابرة للغات، مع السعي إلى كسب العقول والقلوب وملامسة المشتركات الإنسانية والخصوصيات الثقافية والدينية والعرقية والبيئة والتاريخية لكل إقليم، ومجتمع وجمهور ضمن فضاءات المخاطبة. مع أهمية مخاطبة النخب الإعلامية والسياسية والاجتماعية والفكرية في المجتمعات الأجنبية لقدرتهم على التأثير في مجتمعاتهم.
  • المشاركة في المهرجانات الإعلامية الدولية، بمنتجات إبداعية منافسة تعتمد القضية الفلسطينية وأبعادها الإنسانية والمبدئية كمادة للمحتوى. والتركيز على إظهار القدرات والكفاءات الفلسطينية في شتى المجالات بالإضافة الى إبراز جماليات الفن والفنانين الفلسطينيين، وتطوير مبادرات ومشروعات وبرامج مشتركة في هذا الشأن، مع الحرص على سلامة المضامين وحرية التعبير عن عدالة القضية.
  • استثمار القيم الإنسانية العالمية السائدة، والعناية بمضامين الخطاب وتعبيراته على نحو يراعي أولويات التناول الإعلامي المرحلي أو اللحظي في العالم، بحيث تكون قادرة على الوصول إلى القوميات القاريّة كافة. مع السعي لإدماج الاهتمام بقضية فلسطين خلال التفاعل مع الوقائع الكبرى من قبيل الدوريات الرياضية الأممية والمهرجانات الفنية الضخمة على سبيل المثال.
  • توسيع وتعزيز علاقات الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية الموجودين في الميدان مع وسائل الإعلام العالمية، وتعزيز التواصل والتعاون والصداقة الإعلامية المؤثرة، بغرض
    إيصال الرواية الفلسطينية للرأي العام العالمي.
  • العناية بتناول القضية الفلسطينية وملفاتها وتفاصيلها ووقائعها من زوايا مخصوصة في مناسبات دورية ثابتة، سواء تعلّقت بالقضية الفلسطينية مثل النكبة، أو يوم الأسير،أو يوم الأرض، ونحوها، أو بمناسبات عالمية أو محددة ضمن أقاليم بعينها من العالم، كالتي تتعلّق بالأم والمرأة والطفل وحرية التعبير وتكريم الضحايا الأبرياء والمناسبات البيئية وغيرها، وهذا عبر إبراز ما يتصل منها بجوانب القضية الفلسطينية ذات العلاقة.
  • تقديم التوضيحات المعلوماتية والتفصيلية والمفاهيمية اللازمة كي يتمكّن الجمهور في خارج فلسطين ومحيطها الإقليمي من فهم التطورات واستيعاب الخلفيات والملابسات. وعدم التعامل مع الجمهور العربي والعالمي بأنهم عارفين بكافة تفاصيل وجذور القضية الفلسطينية. ومن الأهمية بمكان ربط بعض الأحداث والتطوّرات بخلفيات تاريخية تساعد على فهم أفضل لسياقها وإدراكٍ أكثر تناسباً لأبعادها.
  • تعقّب مضامين دعاية الاحتلال المضللة في المستويات العالمية والحرص على تفنيدها ودحض مرتكزاتها وتفكيك ذرائعها، مع إيلاء عناية خاصة بهذا الشأن خلال التطوّرات الساخنة ومواسم التصعيد، علاوة على مكافحة التشويه والتصدي لحملات التحريض التي تباشرها أذرع الاحتلال الدعائية والأوساط المنحازة إليه.

لنقل الخطاب المتعلق بالقضية الفلسطينية من المحلية إلى العالمية؛ لا بد من الاهتمام بمضامين الخطاب الخاصة بالبعد الدولي إضافة لما ذكرناه سابقا.

  • وحدة الموقف الفلسطيني الوطني الداخلي؛ من حيث وحدة موقف المسلمين والمسيحيين و”بعض يهود فلسطين” برفضهم للاحتلال، وتمسكهم بالحقوق الوطنية.
  • نضال الشعب الفلسطيني موجّه ضد الاحتلال الإسرائيلي حصراً، وليس نابعاً من موقف عداء ديني أو كراهية إثنية، كما أن مفهوم كراهية اليهود أو ما يُعرف بـ”العداء للسامية” لا يمثل قضية فلسطين، بل هو غريب عن واقعنا وتاريخنا العربي والإسلامي الذي شهد تعايشاً مع اليهود واحتراماً لديانتهم ودور عبادتهم.
  • إن أي عملية تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، يجب أن تُبنى على مقتضيات العدالة، والتي لا تتحقق إلا بإنهاء الاحتلال واستعادة الفلسطينيين لحقوقهم الوطنية كاملة.
  • التركيز على الطابع العنصري لدولة الاحتلال الذي يُعدّ نموذجاً متفاقماً من “الأبارتهيد” (الفصل العنصري) ومن ذلك مثلاً تشييد جدار الفصل العنصري القائم في الضفة الغربية، والتهام الاستيطان لأراضي الضفة والقدس، وطرد الفلسطينيين من مدنهم وقراهم بذرائع وحجج واهية، وتوطين المستوطنين مكانهم وفي مناطق جديدة وسنّ قوانين عنصرية الطابع، وممارسة التفرقة المؤسساتية ضد المواطنين الفلسطينيين.
  • العناية بتقديم الفئات المجتمعية والشرائح المتعددة ضمن الشعب الفلسطيني، مثل النساء والشيوخ والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة والأوساط التخصصية والمهنية المتعددة، والتعريف بأنماط عيش الفلسطينيين في مواقع انتشارهم وتضحياتهم ومعاناتهم تحت الاحتلال وسياساته المنتهجة، بما يعزِّز فرص المواكبة والمعايشة والتماثل الوجداني مع هذا الشعب، علاوة على إنعاش الجهود التضامنية من شتى الأوساط حول العالم معه.
  • إبراز انتهاكات الاحتلال المتعددة ضد حقوق الإنسان الفلسطيني، وهو ما يستوجب محاسبته أمام المحاكم الدولية تحقيقاً لمفهوم العدالة، مع العناية بالتقارير والتفاصيل والمعطيات والموارد الإعلامية ذات الصلة.
  • التنبيه إلى مسؤولية المجتمع الدولي عموما، والدول الأوروبية والغربية خصوصا، نحو الشعب الفلسطيني وقضيته، آخذاً بعين الاعتبار ضلوعها في نشأة القضية الفلسطينية وصناعة نكبتها، علاوة على استمرار إمداد دولة الاحتلال بمقومات البقاء والتوسع، وهو ما يُوجِب على الدول والأطراف ذات الصلة التزامات واستدراكات بدافع المسؤولية التاريخية والالتزام الأخلاقي ومقتضيات العدالة والإنصاف.
  • الابتعاد عن أساليب الخطاب التعبوي غير المناسية المتعلقة بالمقاومة الفلسطينية، والتي قد تفهم على أنها تحريض على العنف وخاصة في الخطاب الإعلامي الموجه للخارج، الأمر الذي يستغله إعلام الاحتلال لإظهار الفلسطينيين كـ”إرهابيين” أو “متطرفين”.
  • تحاشي أي من وجوه التناول الإعلامي ذات الأثر الإعلامي المسيء للقضية الفلسطينية، مع الأخذ بعين الاعتبار الطابع المعولم للتغطيات والتبادلات الإعلامية الراهنة، ومن ذلك مظاهر عسكرة الأطفال أو تسليحهم ولو رمزياً.

تتوافق السياسات والمضامين الإعلامية المتعلقة بالقضية الفلسطينية في مجملها سواء في الإعلام التقليدي أو الإعلام الجديد وهو ما يشير إليه هذا الدليل، إلا أن حتمية التطور التكنولوجي والثورة الرقمية تدفعنا لمراعاة الوسيلة الأنسب لمخاطبة الجمهور، ولبث مضمون يتوافق مع الوسيلة الاتصالية المستخدمة. وفي حالة دعم القضية الفلسطينية رقميا من المهم أن نراعي ما يلي:

  • مراعاة أن تكون الإنتاجات الإعلامية المتعلقة بالقضية الفلسطينة مناسبة للنشر على المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتخصيص الصفحات المناسبة لذلك، وضمان سهول الوصول لها وسعة انتشارها.
  • دعم القضية الفلسطنية على المنصات الإعلامية الرقمية والاجتماعية يحتاج إلى فهم خصائصها وتفاصيلها، حيث إن ما يصلح لمنصة معينة قد لا يصلح لغيرها، ولكل منها جمهور ينبغي مخاطبته بالكيفية والأساليب التي يفهمها ويتقبلها.
  • ضرورة فهم السياسة التحريرية للمنصات الرقمية والاجتماعية، وصياغة وإعداد المواد الرقمية بما يقطع الطريق أمام حذفها، أو إغلاق حسابات أصحابها بذريعة مخالفتها سياسات تلك المنصات، وللحد من الرقابة المفروضة عليها تجاه القضية الفلسطينية تحديدا.

يقترح الدليل أن تحرص المؤسسات الإعلامية والصحافية عند تغطية الشأن الفلسطيني مراعاة سياسات متعلقة بالمحتوى والشكل الإعلامي  على النحو التالي:

  • تقديم وإبراز معاناة الفلسطينيين في صياغات الأخبار والمواد الإعلامية على عمليات المقاومة والدفاع عن النفس.
  • التركيز على عرض صور انتهاكات الاحتلال “الإسرائيلي” لحقوق المدنيين، وخاصة وقت الحروب والمواجهات المسلحة؛ بقدر يبين إجرام الاحتلال من جهة، ويحترم كرامة الإنسان بما لا يؤثر سلباً على نفسية المشاهد.
  • أهمية اشتمال التغطية لمركبات المشهد الفلسطيني؛ السياسي، والاجتماعي، والفكري، والثقافي والإنساني، وفقاً لاختصاص وهوية كل مؤسسة.
  • تعزيز أسلوب التحقيق والاستقصاء في القضايا الحساسة، وخاصة ما يساعد على كشف جرائم الاحتلال.
  • ضرورة التنويع في الإنتاجات والأشكال الإعلامية بما يشمل القصص الصحفية والإنسانية، التقارير، الروبورتاجات، الأفلام الوثائقية، الأفلام القصيرة، مقالات الرأي، والافتتاحيات الصحفية، والأخبار.
  • الانفتاح على كافة الاتجاهات، والمؤسسات، والهيئات، والجمعيات، والأحزاب الفلسطينية، والعربية، والدولية، وكسب مواقفها إعلامياً لخدمة القضية الفلسطينية، وفقاً للثوابت والحقوق الوطنية.
  • احترام جميع الأحزاب والفصائل الفلسطينية ومختلف وجهات النظر على قاعدة وحدة الصف والمصير في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتجنب اتهام أو إصدار الأحكام على الهيئات، أو الأحزاب، أو الأفراد بالخيانة.
  • إنعاش الوعي بأنّ الشعب الفلسطيني هو وحدة واحدة لا تتجزأ، والحرص على توازن التغطية للشأن الفلسطيني؛ بين الداخل والخارج (فلسطين، ومناطق اللجوء، والمهجر).
  • النشر بشكل مستمر لتطورات الأحداث والصور والفيديوهات الحية والميدانية القادمة من فلسطين ذات الرسالة الإعلامية القوية والمؤثرة كالمظاهرات الشعبية، والاعتقالات وغيرها من جرائم الاحتلال التي لا تحتاج إلى شرح مفصل لفهمها.

يقترح هذا الدليل مجموعة سياسات إعلامية تساهم في تحديد خطاب ومضمون إعلامي عالمي يعكس حقيقة الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في ظل اعتداءات الاحتلال وحروبه كما يلي:

  • التركيز على القضايا والقصص الإنسانية المؤثرة التي يخلفها العدوان على الفلسطينيين، واستخدام لغة تخاطب العواطف،و عدم الاكتفاء فقط بذكر أرقام للشهداء والجرحى والأسرى، وإنما تعريفهم بأسمائهم وإنتاج قصص إنسانية خاصة بهم وبعائلاتهم وأطفالهم.
  • استخدام العناصر البصرية كالتصاميم والرسوم المعلوماتية “الإنفوغرافيك” وغيرها التي توضح التطورات المتسارعة بتفاصيل الأحداث مما يسهل فهمها وانتشارها.
  • الاعتماد على مصادر فلسطينية حية مختصة وموثوقة، واعتماد الرواية الفلسطينية من المصادر الرسمية والموثوقة، وعدم النقل عن المصادر العسكرية والأمنية لسلطات الاحتلال أو وسائل إعلامها إلاّ في بعض الحالات وبعد التدقيق والمعالجة، بالإضافة إلى تخصيص المساحات الهامة في الوسائل والمنصّات الإعلامية بأنواعها لقضية فلسطين وتطورات الأحداث فيها (كالصفحات الأولى من الصحف، والمواد الرئيسة على المواقع الإلكترونية، وتغريدات مواقع التواصل الاجتماعي).
  • التركيز على حجم الخسائر التي خلفتها الحرب والانتفاضة لدى الفلسطينيين بكل أشكالها، واستقصاء الآثار المترتبة عليها، وتصوير حقيقة الجانب الفلسطيني الضعيف والضحية، وأن مقومات الحياة أصبحت في ضرر حقيقي بسبب العدوان الإسرائيلي.
  • تقديم المقاومة الفلسطينية كدفاع عن النفس والإنسان الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة على يد جيش الاحتلال الاسرائيلي، وتوجيه الخطاب الإعلامي العام بأن لا يدعم الحرب ويدعوا لوقفها الفوري.
  • إظهار القوة العسكرية الإسرائيلية وإمكانياتها بقدراتها وصواريخها وطائراتها وقنابلها، وأثرها التدميري على أرض الواقع، وتدعيم ذلك بالصور والمواد الإعلامية المناسبة. وفي المقابل عدم المبالغة بإظهار قدرات المقاومة وإمكاناتها، مع التركيز على قصص البطولة في الدفاع عن النفس.
  • ربط القوة العسكرية الإسرائيلية بالدعم والتسليح الغربي والأمريكي بالطائرات والأسلحة الحديثة لدولة الاحتلال، وخاصة فترة الحروب.
  • اعتماد مصطلحات إعلامية موحدة والاستمرار في تكرارها، كأن يوصف القصف الإسرائيلي أو القتل الميداني للفلسطينين بأنها أعمال إرهابية، أو لا إنسانية.
  • أن تتناسب الإنتاجات الإعلامية مع وسائل التواصل الاجتماعي وسياساتها وأدواتها، واعتماد الهاشتاغات العالمية والموحدة والخاصة بالعدوان الإسرائيلي.