دعا مختصون لتطوير الخطاب الإعلامي الفلسطيني والمناصر للقضية الفلسطينية لمواجهة تراجعها في الخطاب العالمي لصالح الرواية المضللة للاحتلال.
وأوصى المختصون، خلال ورشة بعنوان “تطوير الخطاب الإعلامي العالمي حول فلسطين” ضمن فعاليات مؤتمر تواصل 3 الذي ينظمه منتدى فلسطين الدولي للإعلام الرقمي والاتصال، بضرورة وضع تخطيط فعال واستراتيجية لاستثمار مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي لا تستجيب للضغوط السياسية.
وقال رئيس التحرير العام لوكالة الأناضول للأنباء متين موتان اوغلو، خلال مداخلته بالورشة، أن “القذائف التي تقسط في غزة تسقط في كل البيوت التركية لكن هناك إشكالية في الوعي العالمي تجاه فلسطين وانكار للحقوق الفلسطينية رغم معرفة العالم بها”.
وأضاف اوغلو، أن الدول الأوروبية ودول الجوار تحكم المصالح فوق عادلة القضية الفلسطينية، لافتاً إلى الدول الأوروبية والعربية تربط موقفها من القضية بالرضا الأمريكي.
ودعا لإظهار الصورة الحقيقة في الوعي العالمي والتركيز على ثقافة الشعب الفلسطيني ومعيشته.
أما المدير التنفيذي السابق لـ RSTV الهندية اورمايليش سينغ، فلفت إلى أن هناك اعداد كبيرة من الهنود كانت تدعم القضية سابقاً لكن الوضع تغير والفئة التي تدعمها أصبحت قليلة، موضحاً أن هناك سلبية في تغطية الإعلامية لاعتماد وسائل الإعلام الهندية على الغرب في تلقي الأخبار والروايات بسبب العولمة.
وأضاف سينغ، أن القضية الفلسطينية يجب أن تًرى على انها إنسانية وليست خلاف عربي إسرائيلي او ديني ويجب ان تنتظر لها بطريقة شمولية وواقعية والتغطية يجب أن تكون بطريقة متواصلة ومتناسقة لكن هذا لا يحدث.
وتابع “الكثير من الفلسطينيين مهجرين ويعيشون بلا وطن فيجب ان نفكر كيف نجعل الاعلام حيادي ولا يقف مع ديانة معينة او عقيدة معينة ويجب ان نفعل الشبكات الإعلامية الصغيرة التي ليست لديها مصالحة كبيرة لتغيير الحقائق، نحتاج لاستمرارية التغطية من خلال شبكات أخرى للعمل من اجل تغطية القضية الفلسطينية بشكل صحيح”.
من جانبه، أكد أستاذ في كلية الإعلام في جامعة النجاح فريد أبو ضهير، أن هناك فشل في مواجهة خطاب الاحتلال الإعلامي بفعل غياب التخطيط وعدم فهم الآخر وعدم وجود استثمار في الإعلام، لافتاً إلى أنه رغم وجود مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن هناك عجز للوصول للرأي العام العالمي.
وبين أن بو ضهير، الإعلام العالمي يهتم بالقضية الفلسطينية عندما يوجد ضحايا، متسائلاً “فهل يجب أن نقتل حتى يتم الإهتمام بنا؟ ليست لدينا مشكلة بالتضحية ولكن لماذا لا نخاطب الإعلام العالمي والمسألة ليست مسألة أرقام!”.
وتابع “اليوم نرى كثير من الناس لا يقرأون فعلينا أن نطور كثير من وسائل الإعلام بالصوت والصورة، فلندع الصورة تتكلم”.
من جهته، أكد مدير قناة الحوار عزام التميمي، أن الشعب الفلسطيني تعرض لغزو واحتلال من حركة لا مثيل لها في العنصرية، مبيناً أن الصهاينة يعتقدون أن لديهم وعداً ربانياً بأن يأتوا إلينا ليشردونا في الأرض.
وشدد التميمي أنه لا يجب مخاطبة العالم عن دولة فلسطينية وكيان سياسي هزيل ومهترئ ولكن عن جذور المشكلة التي تكمن في هذا المشروع العنصري الإحلالي لأنه لا يمكن أن نصل لحل مع من يظنون أنهم أفضل منا في الإنسانية.
ودعا لتأسيس حركة عالمية ضد الصهيوني كمناضلي جنوب إفريقيا، متابعاً “الصهيونية لها حكام عرب في عواصم العرب يذلون شعوبنا ويحاصرون أحبتنا في غزة”.
فتتح منتدى فلسطين للإعلام الرقمي والاتصال اليوم السبت، أعمال مؤتمره الثالث تحت عنوان “فلسطين تخاطب العالم- تواصل 3″، والذي يستمر ليومين في مدينة إسطنبول التركية.
ويتخلل المؤتمر ورشات وندوات ودورات تدريبية متخصصة، بمشاركة أكثر من 600 شخصية إعلامية وفكرية وداعمة للقضية الفلسطينية من أكثر من 50 دولة.

“منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال-تواصل”، هو لقاء تنسيقي يجمع المؤسسات الإعلامية المتنوعة، التي تتبنى نهجا مؤيدا للحقوق الوطنية الفلسطينية، ويعمل على دعم القضية إعلامياً عبر تغطية متميزة للحدث الفلسطيني وتطورات الصراع مع الاحتلال، وتنفيذ الحملات الإعلامية والإنتاج الإعلامي المتنوع في كافة المجالات.
ويهدف “تواصل” إلى توفير فرص الحوار الهادف، حول التجارب الإعلامية المختلفة، بما يعين على تطوير وترشيد الأداء الإعلامي الخاص بفلسطين، إضافة إلى تنسيق الجهود الإعلامية، والتشجيع على إقامة مشاريع وبرامج إعلامية مشتركة، وإطلاق المبادرات الإعلامية لتشجيع الإعلاميين على الإبداع والإنتاج الإعلامي في خدمة القضية الفلسطينية.
وكان من المقرر أن يشارك الصحفي جمال خاشقجي في ورشة تطوير الخطاب الإعلامي العالمي حول فلسطين ضمن فعاليات المؤتمر.

Leave a Comment

EN
Scroll to Top