أكد الاستشاري الإعلامي حسام شاكر أن القضية الفلسطينية التي مرّ عليها عشرات السنوات لم يتم توظيف واقعها بشكل فاعل في الفضاء الإعلامي، وضاعت بين النمطية والتكرار، مشيراً إلى أن التحرك بشكل فاعل يبدأ من الانتباه للتفاصيل الصغيرة والبسيطة في قضيتنا والتي تؤثر في الجمهور.
ونوه شاكر خلال الورشة التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني من ملتقى تفاعل لأجل فلسطين في إسطنبول إلى أن نقل الواقع والشواهد؛ يكون أحيانا أهم من نقل الإحصاءات النمطية التي تعب الناس من تكرارها وأمسوا لا يعطون لها الانتباه.
وذكر عددا من النماذج العملية التي صُنعت في أوروبا حول الواقع في قطاع غزة وكيف كان لها التأثير ويمكن استثمارها في التعامل مع الجمهور الأوروبي، وذكر أيضا بعض المشاهد القوية من القضية الفلسطينية التي لم يتم التعامل معها باحترافية في الإعلام وبالتالي خسرنا استثمارها.
وقال: “نقل الواقع والشواهد يكون أحيانا أهم من نقل الإحصاءات النمطية التي تعب الناس من تكرارها، والذي يريد أن يؤثر لابد أن يُنَبَّهُ لمخزون القصص الذي يمكن العمل عليه في قضيتنا، فالمقومات التي تملكها الصور القصصية الحية من فلسطين يمكن أن تكون أكثر فاعلية من الصور المليئة بالعنف والدماء”.
وأضاف: ” خطاب الاحتلال يحرص على تثبيت مصطلحات معينة بشأن الشعب الفلسطيني من خلال استخدام أسلوب التكرار والتثبيت مثل “العاصمة الموحدة”، لكن في المقابل نجح الفلسطينيون في نحت بعض المصطلحات وتقديمها للعالم مثل مصطلح “الانتفاضة” و “التطرف الاستيطاني”.
وأوضح: ” ليس بالضرورة أن نتحدث عن فلسطين بشكل أساسي في رسائلنا الإعلامية، بل يمكن أن تكون هناك رسالة في الخلفية يمكن أن يكون لها تأثير قوي وحاد، فعلى سبيل المثال يمكن تقديم قضية فلسطين من خلال المطبخ، فعندما نذكرُ إيطاليا نتذكر بعض الأطعمة والمشروبات، وبالتالي يمكن القياس على ذلك في كافة المجالات مثل الفن وغيرها، نحن لدينا أصل والاحتلال لديه التزييف ولذلك يمكن استخدام الكثير من هذه المجالات في خدمة القضية الفلسطينية، لدينا فرص هائلة يمكن استثمارها، و رسالة فلسطين يمكن تقديمها بشكل ضمني وسلس من خلال الأدب والفن والسينما”.
وأكد شاكر أن تغيير المفاهيم قد تبدو صعبة ولكن تقديمها خطوة خطوة وفكرة فكرة يمكن أن يجعل الجمهور يتقبلها، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية عمرها قارب القرن، والاحتلال عمل على تثبيت العديد من المصطلحات في الغرب نحتاج إلى وقت لتغييرها تدريجياً.
وذكر شاكر أن التعاطف مع الإحصاءات قليل جدا في مقابل التعاطف مع حالة مفردة واحدة، وذكر بعض الأمثلة العملية على ذلك مثل قضية قرية العراقيب الفلسطينية في الداخل المحتل.
وتميزت الورشة بجانب كبير من التفاعل من قبل المشاركين بإثراء المحتوى بطرح نماذج عملية واجهوها خلال عملهم الصحفي، بالإضافة إلى طرح العديد من المداخلات والتجارب.
وفي مداخلته أثناء الورشة علق معاذ الخطيب الناشط الفلسطيني على المحتوى المقدم في الورشة، وقدم شرحاً مبسطا حول الأسلوب المستخدم في الإقناع، والعناصر الواجب اتباعها في محاولة استعادة الصفحات المغلقة من قبل شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك.
من جهتها تحدثت أسيل جندي صحفية في الجزيرة نت حول تجربتها في نقل أحداث باب الأسباط في القدس المحتلة، وإنشاء صفحة القدس التابعة للجزيرة نت، وكيفية تأثيرها على نقل الأحداث.
وعلق شاكر على مداخلات المشاركين بضرورة استثمار المخزون الكبير من النشطاء والمناصرين للقضية الفلسطينية حول العالم، وقال: “قوتنا في الواقع وبيان الحقائق؛ ومن هنا يمكن أن نستثمر، أما الاحتلال فينطلق من التزييف والدعاية، وهذا ما يمكن كشفه بسهولة”.
وأكد شاكر أن تمكين الناس من معايشة فلسطين يجعلهم يفهمون القضية بشكل أكبر ويتعاطفون معها، مشيراً إلى أن معظم الذين تجندوا لأجل فلسطين تجندوا بعد زيارتهم لفلسطين وصدمتهم بالواقع، عند أول حاجز وقفوا أمامه في فلسطين المحتلة انهارت كل الأساطير التي بناها الاحتلال.
وختم قائلا: “عندما تتوفر المادة من الأحداث والصور والتفاصيل يمكن أن تنطلق من هذا المخزون للاستثمار في القضية، وأي إنسان لأجل إنسانيته يمكن أن يتبنى قضية فلسطين، ولذلك علينا أن نقدم نماذج إنسانية من بين الأرقام، ونحيل الأرقام إلى حياة من خلال إبراز القصة”.

اترك تعليقاً

AR
Scroll to Top