أكد عدد من المختصين والأكاديميين المشاركين في ورشة “الخطاب العالمي لفلسطين رقمياً” ضمن ملتقى تفاعل الذي ينظمه منتدى التواصل الدولي في إسطنبول اليوم على أن فهم الجمهور الأجنبي يعد الخطوة الأولى لنجاح الخطاب الفلسطيني تجاه الرأي العام الدولي.
وأكد المتحدث العام في الورشة سعيد أبو معلا عضو مركز تطوير الإعلام بجامعة بير زيت أن الإعلام الاجتماعي يشكل طريقة أخرى لنشر الأخبار، ويمكن أن يوفر طريقة للفلسطينيين لاختراق سيطرة الوكالات الدولية على تدفق الأخبار، والتي تقدم ما نسبته 80% من المحتوى الإخباري للعالم.
وتحدث أبو معلا عن أهمية وجود النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي في ظل عملهم بلا قيود وتنوع أيديولوجياتهم وثقافاتهم، وما يمثله هؤلاء من كنز يمكن استخدامه في مخاطبة الغرب باستخدام إمكانات الإعلام الرقمي الجديد.
وقال أبو معلا: “نحن كنا مقصرين في تقديم القضية الفلسطينية للعالم خلال الأعوام الماضية، ونحتاج للتقييم والبحث عن طرق جديدة”.
وشرح أبو معلا في عدة نقاط أهم المتطلبات التي يجب مراعاتها في مخاطبتنا للجمهور الأجنبي والغربي وعرض بعض النماذج والأمثلة من الصور وكيفية طرحها للجمهور الأجنبي بطريقة تتناسب مع ثقافته الاجتماعية ومواقفه، ومناقشة كيفية خلق التأثير المناسب.
وأكد أبو معلا أن محاورة الغرب تتطلب فهم الثقافة الاجتماعية والخلفية التي ينطلق منها ذلك المجتمع والتي يمكن أن تتعارض مع ثقافاتنا وخلفياتنا الدينية أحياناً، مشيراً إلى أن المشكلة في عدم الفصل بين المحتوى الموجه للجمهور الفلسطيني والمحتوى الموجه للجمهور الأجنبي.
وأضاف يهتم الجمهور الأجنبي بالاختصار والبيان البسيط ولا يعول على السرد العاطفي والغاضب عن الظلم التاريخي، بالإضافة إلى إيمانه بتقديم الحجج والأدلة المنطقية العقلية التي تجعل الجمهور يصدق الرواية ويتبناها.
ونوه إلى أن إحدى أهم المشكلات التي يعاني منها الفلسطينيون أنهم لا يملكون رسالة ذات صيغة مشتركة وموحدة ما بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية والأحزاب لمخاطبة الرأي العام الأجنبي.
وتفاعل المشاركون في الورشة من خلال طرح وجهات نظرهم بخصوص التعامل مع الجمهور الأجنبي، والآليات التي يمكن من خلالها التأثير في الجمهور مع عدم المساس بالقيم والمبادئ الخاصة بالشعب الفلسطيني، منوهين في ذات الوقت إلى أن الفروقات في الجمهور الأجنبي تتطلب خطابا مختلفا، بالإضافة إلى مراعاة خصوصية كل مجتمع على حده
وفي مداخلته أثناء الورشة أكد عمر أبو عرقوب أن التخطيط والتنظيم هو سر قوة الرواية الإسرائيلية، والفلسطينيون يملكون التعاطف من قبل العالم ولذلك علينا أن نعمل وفق منهجية مدروسة وبدعم حكومي ومؤسسي لاستغلال هذا التعاطف وتنميته لايصال رسائلنا للعالم.
وأشار أبو عرقوب إلى بعض الجهود التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي من خلال الإعلام الرقمي وتوظيفه في تعميم الرواية الإسرائيلية.
من ناحيته تحدث زاهر البيك في مداخلته حول مخاطبة الجمهور التركي بما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مسلطاً الضوء على طبيعة الجمهور التركي والآليات التي يمكن مخاطبة الجمهور بها، وأكد البيك أن الجمهور التركي مرتبط عاطفياً بمعاناة الشعب الفلسطيني، ولذلك تتركز جهود الفلسطينيين في تركيا على دعم هذا التعاطف بالحقائق والأدلة بشكل مستمر، ومحاولة توظيف هذا التعاطف لدعم الشعب الفلسطيني.

اترك تعليقاً

AR
Scroll to Top