انطلقت أشغال ندوة فلسطين في الإعلام العالمي منتصف نهار اليوم السبت ، في إطار فعاليات مؤتمر تواصل 3 المنعقد بمدينة اسطنبول التركية.

وتحدث خلال الندوة صحفيون ومحللون من أربعة دول مختلفة، حللوا في كلمتهم وضع القضية الفلسطينية في المشهد الإعلامي العالمي.

استهل الندوة الكاتب الصحفي البريطاني بن وايت في كلمته قائلا أن الرؤية لدى الجمهور الاوروبي غير واضحة وغير مكتملة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ورجّع هذا إلى التغطية الإعلامية الغربية السيئة والخطاب الإعلامي المضلل الذي ينزاح فيه الاعلام إلى الطرف الإسرائيلي.

و ذكر بن وايت أن الاختفاء والتشويه أهم عاملين في عدم وضوح هذه الرؤية لدى الجمهور الغربي.

وقال ان الاختفاء يمس جانبين، أوله إختفاء المعاناة اليومية والتعذيب في السجون والعنصرية الإسرائيلية من الإعلام الغربي  ورجّع هذا لطول أمد القضية الفلسطينية، وثانيها اختفاء النخبة الإعلامية الفلسطينية من المشهد الإعلامي لتوضيح الرؤية الفلسطينية وإيصال صوتها للعالم بينما تعج القنوات بالمحللين الإسرائليين المدافعين عن سلطاتهم وسياساتها.

وبالنسبة للتشويه فقد قال بن وايت أن الإعلام الغربي يصور دائما أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس احتلال بل مجرد اختلاف ديني بين شعب واحد، ويتعمد في إظهار أن الجانب الفلسطيني البادئ بالعدوان والجانب الثاني المدافع عن نفسه، وينتقدون ثقل وهمجية الدفاع فقط.

أما الصحفي الجنوب افريقي شفيق مورتون بدأ كلمته بالحديث عن العلاقات التاريخية و الحالية بين بلده و فلسطين، وربطها بتجربة جنوب افريقيا.

وأضاف أن الشعب في جنوب افريقيا يتعاطف مع القضية الفلسطينية و يرى في اسرائيل احتلال عنصريا و يقارنه بما جرى في بلادهم.

وقال المتحدث أن الصحف في بلاده تهتم بالقضية جدا وتظهر الحقيقة لوجود حرية الخطاب الممنوحة من قبل الدستور، وقال أن منصات السوشيال ميديا متاحة لكن فيها الكثير من الاخبار المفبركة.

وختم مورتون حديثه بقوله:” اينما تكون المياه صافية سترى الحقيقة بشكل واضح.”

وتكلم الصحفي والكاتب البريطاني جونثان ستيل عن معوقات التغطية الموضوعية للقضية الفلسطينية في الاعلام .

فبدأ باتفاقه مع زميله بن وايت على أن الأمد الطويل للقضية الفلسطينية و تكرار اخبارها غيبها عن المشهد الإعلامي وأضاف أن الخلاف بين فتح و حماس سبب اخر في هذا الغياب.

وذكر جونثان أن النقاش حول الدولة الواحدة أو الثنائية يثير جدلا كبيرا في الوسط الفلسطيني ويقف دون وضوح فهم القضية، فهل يريدون دولتهم ام دولة يشاركونها مع الاسرائيليين.

وقال المتحدث أن الحملة الاسرائيلية قوية وتريد تشويه اي دعم ممكن للقضية الفلسطينية، فهم يزعمون ان دعم فلسطين هي معاداة للسامية مستدلا بحزب العمال البريطاني.

وأضاف المتحدث أن الامل ينبثق من انه الديمقراطية الاسرائيلية ترى على أنها معيبة واسرائيل تفقد شرعيتها أمام العالم وخصوصا في اوروبا بسبب معاملتها للفلسطينيين خصوصا بعد القانون الاخير العنصري الذي يعطي التفضيلات لليهود.

وختم كلمته بقوله أنههم قلقون بالنسبة لما يحدث في اوروبا وطريقة رؤيتهم لشرعية اسرائيل، ويردون التغيير.

ومن جانبه تحدث الكاتب والمحلل السياسي الكويتي شفيق الغبرا عن المأساة الفلسطينية وذكر أن اسرائيل تتعمد إلى تجريد الفلسطينيين من انسانيتهم بما ترتكبه من مجازر يومية و انشاء المستوطنات اليهودية.

وقال مورتون أن النظام العالمي كان فيه حيادية وتوازن تجاه الفلسطينيين تقوي المنظمة الفلسطينية لان تدافع عن نفسها لكنه صعب في السنوات الأخيرة بسبب دعم الفاضح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإسرائيليين.

كما أفاد المتحدث أن اللعبة العالمية  في الغرب الان تدور حول فوبيا الاسلام واستعمال المعاداة للسامية كوسيلة لامداد، وتحاول خلق دور متوحش للفلسطنيين والتريوج لهم كنموذج عنفوي.

وقال المتحدث أن توازن القوى اختلف اليوم وان الاعلام اخذ مجرا اخر في التغطية يجب علينا الاستفادة منها لتوصيل صوت الشعب الفلسطيني فالكثير يعرف هذه المعاناة غير أن هذا لا يغطى من الاعلام، لهذا وجب مد الجسور بين الناس والاعلام لمعرفة الحقيقة.

وختم المتحدث بأن الممارسات الإسرائيلية الهمجية يجب أن تنتهي.

واختتمت الندوة بمجموعة من الأسئلة وجهت للمتحديثين صبت في مجملها عما ينبغي فعله لمواجهة الإعلام المضلل وإظهار الحقيقة التي يجب أن تصدر للعالم، و في الأخير تم  تكريم المتحدثين من المنتدى الفلسطيني للاعلام و الاتصال “تواصل”.

 

اترك تعليقاً

AR
Scroll to Top